الخميس، 19 مايو 2011

كتاب عن أهم فلاسفة العرب والإسلام محيي الدين بن عربي..لـ ويليام س. شيتيك

مؤلف هذا الكتاب هو الباحث ويليام س. شيتيك المختص بالدراسات العربية والإسلامية. وهو يقدم هنا فكرة عامة ومفصلة عن واحد من أهم فلاسفة العرب والإسلام: محيي الدين بن عربي. فلم يكن متصوفا كبيرا وإنما كان أيضا عالما وفيلسوفا كبيرا. ومعلوم أنه ولد في الأندلس ثم استقر لاحقا في المشرق، بل ومات في دمشق حيث لا يزال قبره يزار هناك وأنه يتبرّك به.


وقد ولد في موريسيا بإسبانيا عام 1165 ودرس في إشبيلية حيث بقي هناك فترة عشرين سنة. ودرس خلال هذه المدة الطويلة كل العلوم الكلاسيكية للإسلام من لغة وعروض ونحو وصرف وفقه إسلامي وأدب وتاريخ، الخ. ثم انطلق بعدئذ لزيارة كبريات المدن الأندلسية والمغاربية بحثا عن العلم أو تكملة له.

ثم غادر المغرب بعد عام 1201 وكان قد تجاوز الخامسة والثلاثين وذهب إلى المشرق للاطلاع على أحواله وعلومه. والواقع أن المغاربة والأندلسيين كانوا قد ابتدأوا يشكون بتوجهه الصوفي الباطني فاضطر إلى السفر إلى مكان آخر لعله يجد في المشرق تفهما أكثر لمواقفه وتوجهاته الروحية والعلمية.

وقد زار مصر أولا ثم سوريا فالعراق فتركيا حيث أغدق عليه الأمراء عطاياهم وهداياهم وشملوه بحمايتهم ونعمتهم. ويبدو أن أمراء السلاجقة أعجبوا به وبعلمه الغزير وفهمه العميق للإسلام الحنيف فلم يبخلوا عليه بالغالي والنفيس.

وفي عام 1225 غادر منطقة الأناضول وذهب إلى دمشق لكي يستقر فيها ويعيش حتى مات بعد خمسة عشر عاما من ذلك التاريخ، أي عام 1240. وكان قد تجاوز الخامسة والسبعين أو ناهزها.

ثم يردف المؤلف قائلا حسب صحيفة البيان، في الواقع أن عقيدة ابن عربي مشكلة من عدة تيارات: دينية، وفلسفية، وصوفية. وبالتالي يصعب تحديدها بشكل نهائي ودقيق. إنها تعتمد على نظرية وحدة الوجود. وهي نظرية تقول ان الكون كله يصدر عن الله كما تصدر الجزئيات عن الكليات.

ويرى ابن عربي أن كل الأديان السابقة على الإسلام لم تكن إلا مسارا طويلا للوصول إليه، وبالتالي فقد أرهصت به ومهدت له الطريق. ينتج عن ذلك أن الإسلام هو الدين الكوني الذي يشتمل على جميع الأديان، وأن محمداً (ص) هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

ولهذا السبب فإن ابن عربي أسس التسامح في الدين الإسلامي لأنه اعتبر أن جميع الأديان تؤكد على حقيقة واحدة هي الحقيقة التي جاء بها الإسلام. وبالتالي فلماذا نكرهها أو نحتقر أتباعها؟ لماذا لا يتسع قلبنا لجميع مخلوقات الله؟

وللأسف فإن المتعصبين لم يفهموه ولم يدركوا أبعاد هذا التفكير الكوني الواسع الذي دشنه، ولذلك فقد انتقدوه بشدة، بل وكفّروه. وهنا تكمن مشكلة الفلاسفة والمفكرين الأحرار في الإسلام، فالعامة لا تستطيع فهمهم والفقهاء الصغار يكرهونهم نظرا لاتساع أفقهم العلمي والعقلي الذي يتجاوز مداركهم، وبالتالي فإنهم يتعرضون للمحاربة العنيفة باستمرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق