الخميس، 19 مايو 2011

كتاب: "العلم والنظرة العربية إلى العالم - التجربة العربية والتأسيس العلمي للنهضة"، تأليف سمير أبو زيد، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، أكتوبر 2009.

وصف الكتاب:
يتساءل الكاتب: هل هناك ما يمكن أن نسميه بـ "النظرة العربية إلى العالم"؟ ثم يصوغ الإشكالية، موضوع الكتاب، بأسلوب آخر: إن العائق الحقيقي، لتقبل المجتمعات العربية الحديثة والمعاصرة للعلم هو "نظرة هذه المجتمعات إلى العالم"، ويرى أن وجود هذا العائق يستلزم "إعادة تأسيس" العلم في تلك النظرة. بهذا المعنى يعالج شقي القضية: العلم، ونظرة المجتمع إلى العالم. لذلك يعمد إلى صياغة ماهية العلم الذي نأمل في تأسيسه في المجتمع من جانب، وصياغة ماهية النظرة إلى العالم التي يمتلكها المجتمع، وإنشاء علاقة هذه النظرة بالعلم، من جانب آخر.
ويطرح المؤلف، لهذا، مفهوم "الاتساق" باعتباره المفهوم الجوهري في "النظرة إلى العالم"، فإذا كان لكل إنسان، أو لكل ثقافة، نظرة إلى العالم، فإن السمة الأساسية التي تميز هذه النظرة هي أنها تكون متسقة مع ذاتها ومع العالم الواقعي. وما نجاح الحضارة العربية – الإسلامية القديمة، في الانتشار في العالم القديم، إلا بسبب "الاتساق" مع الذات ومع العالم.
ويقترح المؤلف أن نعتمد نموذجا من التراث لتحقيق القضية المطروحة (=العلاقة بين النظرة العربية والعلم)، بحيث يتسم هذا النموذج بثلاث سمات: أن يكون نموذجا علميا، وأن يعتمد المفهوم الاحتمالي للاستقراء، وأن يعتمد عدم الفصل الكامل بين الذات والموضوع.
والتطبيق الذي يطرحه باعتباره نموذجا، هو منهج "الفصل – الوصل" عند عبد القاهر الجرجاني، القائم على ثلاث خطوات أساسية: (1) إنشاء القضية الدينية والقضية العلمية، كل في مجالها، بشكل كامل؛ (2) الفصل بين القضيتين كل في مجالها؛ (3) إنشاء علاقة رابطة بين القضيتين، وهي علاقة التدرج في القدرة اللغوية، بلا حدود.
فالاعتماد على منهج "الفصل – الوصل"، إضافة إلى المساهمة الإيجابية في صياغة النموذج العلمي الجديد، ثم العمل على صياغة قوانين الطبيعة في كل مستوياتها؛ كل ذلك يفضي في النهاية إلى تقديم حل لمشكلة العلوم الإنسانية وتأسيسها من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق